العرض في الرئيسةفضاء حر

للذكرى لا أكثر .. جانب من معركتي مع الفساد

يمنات

خالد العراسي

خلال رمضان من العام الماضي نشرت سلسلة منشورات بعنوان “كل يوم نثرة”، وكل منشور مدعم بالادلة والوثائق وأهمها وابرزها هي المخالفات عالية المخاطر والفساد الجسيم بخصوص المبيدات بشكل خاص ومحاربة الإكتفاء الذاتي الزراعي بشكل عام / مشاريع الطاقة الشمسية / الادوية بشكل خاص والوضع الصحي بشكل عام / الوضع الاقتصادي وتهجير رؤوس الاموال وتنفير التجار، ومواضيع اخرى جميعها كانت نقد بناء برجاء التصحيح وليس التشويه، ختمتها بنثرة العيد ، وبعد كل عيد كانوا اهل بيتي يسافروا البلاد وفي عيد رمضان الماضي قلت لهم اصبروا زيدوا اجلسوا معي شويه كنت حاسس ان فيه شيء با يحصل ، وبالفعل جلسوا عندي الى عاشر العيد تقريبا وسافروا (وهم متعودين يسافروا ثاني العيد سنويا).

قبلها اتصل بي قاضي كان ولا يزال رئيس محكمة في محافظة صنعاء يعرض عليا الجلوس مع أكبر تاجر مبيدات حسب طلب التاجر قلت له معروف إن انا با ارجع بعد الجلسة بشنطة دولارات، لكن ساكون عندها قد فقدت ضميري وانسانيتي ووضعي السوي، لأن المطلوب هو السكوت وعدم نشر الوثائق التي بحوزتي والتي تثبت تورط التاجر وقيادات كبيرة في الدولة بادخال مبيدات صهيونية المنشأ ومبيدات محظورة ومنتهية الصلاحية ومبيدات غير مطابقة للمواصفات، بالاضافة الى تقارير طبية تفيد بإنتشار مرض السرطان وزيادة عدد مرضى السرطان والفشل الكلوي والتليف الكبدي وتشوه الأجنة …الخ، بشكل مرعب بسبب هذه المبيدات.

كنت اعلم أنني لو لم استجيب لاسلوب الجزرة (المغريات) فسيضاعفون من إستخدام العصا ، حيث سبق إقالتي من عملي ووقف مستحقاتي ومحاربتي في قوت عيشي وتضييق الخناق علي لدرجة انني بعت كل ما املك (نصيبي من عمارتين ورث ، جنبية ،ذهب ،سيارة …الخ) لاعيش بشرفي ولا اخضع للمزريين.

بعدها اتصل بي أكبر ناشط حاليا في الجانب الانساني وطلب مني الجلوس مع صاحب شركة طاقة شمسية وهو الآخر لم يكن جرمه أقل من جرم تجار الموت (المبيدات) وتسبب بقتل الشعب ولكن بشكل آخر، حيث تسبب بأكبر عملية إستنزاف مالي لخزينة الدولة بمئات الملايين من الدولارات وبمليارات الريالات في مشاريع فاشلة ومتعثرة ومغمورة بالفساد المالي والإختلالات المصنعية والفنية وبضائع مشتراه من شركة صهيونية وجرائم يندي لها الجبين ويشيب منها الطفل الجنين.

وحدث ذلك بمعية وتوجيهات وتخطيط وزير المالية السابق الملقب “وزير تصريف الالوح” كانت إجابتي للناشط الانساني أبو … انني أعتذر عن الحضور واذا كان التاجر واثق من نفسه سارسل له مهندس فني لفحص منظومات الالواح والطاقة المركبة في مشاريعه لاثبات فاعليتها أو العكس حسب ما نشرته فرفض، فقلت له طيب ممكن توافيني بجدول الانتاج اليومي وايضا رفض.

الموضوع كان واضح ان مضمونه: “تعال نخزن وشل لك شنطة دولارات واسكت ولا با نقلب الوجه الثاني” قلت له حرفيا يبلغ التاجر يصلح الاختلالات بحيث تشتغل المشاريع بشكل صحيح ويورد الفارق المالي المنهوب لخزينة الدولة (نفس الناشط لم يتناول موضوع المبيدات بحجة أن وكيل وزارة الزراعة الذي صرح للشحنات صديق عزيز عليه).

لم تكن هذه المواضيع الوحيدة التي ساوموني فيها على الصمت مقابل الثروة والسلطة لكنها أبرزها، لكنني كما يروق للبعض وصفه “محبوط عمل”، ونتيجة رفضي ونشري للوثائق (مع العلم أنني لم الجأ لوسائل التواصل الاجتماعي الا بعد أن أقمت الحجة ورفعت البلاغات لكل الجهات المعنية ولم يحركوا ساكن وخلسوا ظهري بدل ما يخلسوا ظهور الخونة والفاسدين).

وأخيرا إتخذوا القرار خلال تخزينة جمعت الموجه بالقاء القبض علي وتاجر المبيدات ووزير المالية السابق والفندم منفذ التوجيهات، فهجموا علي واقتحموا بيتي بقوة مكونة من خمسة وعشرين جندي وضابط “ملثمين” وسيارة مدرعة وكاسحة الغام مخصصة لمكافحة الإرهاب (مكافحة قلمي الإرهابي الذي أرهبهم وأرعبهم) وباص معكس وسيارة كورولا وطقم عسكري ووو، وحدث ذلك بدون توجيهات قضائية ونيابية وبدون حتى توجيهات من وزارة الداخلية.

وشرحت ما حدث لي في خمسة أجزاء لا تزال منشورة في صفحتي، وكان المقرر نشر عشرة أجزاء لشرح كل التفاصيل الا أن أعز الرفاق نصحني بعدم البكاء على اللبن المسكوب.

(واحد وأربعين يوم سجن / خمسة عشر يوم إخفاء قسري لا يعلم أحد أين انا وهل حي أم ميت / ثلاثة عشر يوم سجن إنفرادي / أربعين ساعة تحقيق خلال عشر جلسات كنت فيها مقيد اليدين ومعصوب العينين على كرسي قديم حديد باسفنج مهترئ تسبب لي بأضرار في الفقرات الاخيرة للعمود الفقري وهي أقل الأضرار الجسمانية…).

وكان لرفاقي وأهلي وأحبابي صولات وجولات للمراجعة ولكنهم وصلوا الى طريق مسدود ، مما اضطر أقرب وأعز الاخوة والأعزاء لايصال الموضوع الى السيد القائد سلام الله عليه، وفور سماع القائد بالموضوع بادره بالقول (خالد العراسي) قبل أن يذكر صديقي اسمي وانما ذكر له الكنية التي بيني وبين القائد، فوجه القائد بسرعة الافراج عني (بعد أن سألهم ما الذي عليه لتفعلوا ما فعلتم وكانت اجاباتهم هي الصمت والمغالطات وبالاخير أقروا له انني بريء من كل التهم).

وفي اليوم الواحد والاربعين في سجني وصل مندوب القائد وأمسك بيدي ولم يتركها الا وانا خارج السجن، وقلت له ماذا عمن لا يستطيع إيصال مظلوميته وقضيته الى السيد القائد..؟

وفي المقابل لم أحصل على رد إعتبار ولا جبر ضرر ولا حتى إعتذار بل أنهم صادروا هاتفي الذي كان يشكل بالنسبة لهم صاروخ فرط صوتي لكثرة الوثائق التي به، ولم يعطوني حتى قيمته.

وطبعا ما طالبت برد إعتبار لان ذلك شيء يبدر ممن يعرف الحق من تلقاء نفسه وممن يعي ويفهم مقولة “إنصف الناس من نفسك” ، مع العلم أن المحققين انسحبوا من التحقيق بعد أن أفادوا ورفعوا بأني بريء من كل التهم، بل وأنني من المتعاونين ومن الوطنيين المخلصين من خلال تقاريري وبلاغاتي، ومن خلال الرؤى والمقترحات التنموية والاقتصادية التي قدمتها، ورؤى ومقترحات في إطار رفد خزينة الدولة وفق برنامج لا يتسبب للمواطن بإضافة أي أعباء ولا يثقل كاهله، بل على العكس يحل كثير من المشاكل المجتمعية مثل البطالة وغيرها من الآفات الى جانب رفد خزينة الدولة وتنمية الإيرادات (متجاهلين كل هذه الرؤى والمقترحات ومنفذين رؤوى ومقترحات تقتل المواطن وتثير السخط الشعبي).

وكنت قد قدمت أيضا رؤى وبرامج بخصوص محاربة الفساد ، وتصحيح وضع المؤسسات والتحديث والتطوير المؤسسي،تاريخ حافل بالعطاء الوطني والولاء الصادق والمخلص لم يشفع لي وبحسب وصف المحققين بأن هناك حلقة مفقودة تستدعي بقائي في السجن ، وفعلا كانت مفقودة بالنسبة لهم فقط أما بالنسبة لي فكانت واضحة وجلية (نكشت عش الدبابير المتورطين المتسترين كذبا برداء المسيرة).

وفي المقابل وفي الجانب الآخر تلقيت عدة تهديدات من كبار المرتزقة بعد نفاذ أساليبهم الترغيبية، ومحسوب عندهم حوثي بل وداعم كبير للأنصار، وفي صنعاء يعتبروني سم زعاف (المزريين فقط مش المخلصين) ، ولم ولن أبحث عن رضا هذا ولا ذاك، ولطالما كان هدفي وغايتي وطني ولا شيء غير الوطن ،وكل ذلك لا ارجو فيه غير رضا الله عز وجل ،ومن عامل الله ما خاب ومع الله مابش خسارة على الاطلاق.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

لقراءة وتحميل كتاب فضاء لا يتسع لطائر انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى